رسم مياة Water Sketch

جودة مياه الاستزراع السمكي

مقدمة

العنصر الرئيسي لنجاح مشروعات الاستزراع السمكي هى المياه لان الماء هو الوسط الذي تعيش  فيه الأسماك. ونظرا لان الاستزراع السمكي يؤدى إلى زيادة كثافة الأسماك في وحدة المساحة فان  المخلفات العضوية الناتجة عن تربية الاسماك سواء اخراجها او بقايا الاعلاف تكثر بالمياه مما قد يؤدى إلى فساد البيئة المائية وبالتالي فلا بد مـن الاهتمـام  بالقياس المستمر لعناصر المياة المختلفة والتى تؤثر على جودة البيئة المائية للمزارع السمكية حتى نتجنب نفـوق  الأسماك .ونظرا لان المناطق الصحراوية غالبا ما تستخدم  المياه الجوفية لذلك فمن الواجـب أن  يتم التأكد من عدم تلوثها من مصادر أخرى أو احتوائها على عناصر غير مرغوبة. ومن الملاحظ أن مياه الآبار تتميز بخلوها من الأكسجين الذائب وزيادة محتواها من الغـازات  الذائبة مثل ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين كما تحتوى في بعض الأحيان على كميات من الحديد فى صورة أكسيد الحديدوز لذلك يجب تعريض المياه فور خروجها من الابار لتيار من الهواء إمـا  بمرورها على درجات متباينة في الارتفاع أو على الحجارة أو بمرورها من خلال تجهيزات تعمل على خلط الهواء بالماء .او عمل حائط تصطدم به المياه عند خروجها من البئر بالاندفاع لتصطدم به مما يعمل على تكسير المياه وخلطها  بالهواء. كذلك في حالة احتواء المياه على الحديد يستحسن تعريضها للتهوية في أحواض منفصلة قبـل نزولها إلى أحواض التربية حيث يتحول الحديد من أكسيد الحديدوز إلى أكسيد الحديديك الذي يترسب في الأحواض.

واهم صفات المياة التي تؤثر على الاستزراع السمكي هي

1- درجة الحرارة

تأثير درجة الحرارة على حيوية وانتاج الأسماك له اهمية كبيرة نظرا لأنها من ذوات الـدم البـارد وبالتالي فإنها تكتسب درجة حرارة الوسط الذي تعيش فيه وبالتالي تكون قدرتها على التكيف مع درجات الحرارة المختلفة محدودة .ولكل نوع من الأسماك مدى حراري تعيش فيه وله درجات حرارة مثلى يعطى فيهـا اكـبر معدل إنتاجي لذلك فلا بد من الحرص أن تتوافر هذه الظروف خلال فترة التربية لضمان نجـاح العملية الإنتاجية. ويساعد عمق الحوض على توفير قدر اكبر من الحماية للأسماك حيث يكون لها فرصة اكبر عن الأعماق الضحلة التي من الممكن أن ترتفع أو تنخفض فيها درجات الحرارة إلى معدلات غـير
مناسبة .وتقاس درجات الحرار ة باستخدام الترمومتر على مستويات وفى أوقات مختلفة لـضمان دقة القياس. وتتميز المياه الجوفية بارتفاع درجة حرارتها خاصة كلما زاد العمق المستخرجة منه وهذه الخاصية يمكن الاستفادة منها في تشتية الأسماك وفى علاج انخفاض درجات الحرارة أثناء الليل في المنـاطق الصحراوية.

2- الملوحة

تختلف الأسماك في تحملها لدرجات الملوحة  وهناك درجة مثالية تعطى الاسماك عندها افضل إنتاجية لذلك فمن الواجب تقدير ملوحة المياه قبل اختيار نوع الأسماك المراد تربيته خاصة وان المياه الجوفية التي تربى عليهـا الأسمـاك في المناطق الصحراوية تتباين تباينا كبيرا في درجة ملوحتها. وتقاس الملوحة عن طريق التحليل الكيماوي بالمعمل أو عن طريـق الرفراكتوميتر الـذي يعطى قراءة تقريبية بحساب الانكسار الضوئي لبلورات الأملاح كما توجد الان أجهزة دقيقـة تعطى قراءة فورية ودقيقة لدرجة الملوحة.

ammonia gas detector

3- الشفافية
مدى اختراق الضوء للماء وصفاؤه لمعرفة تركيز المـواد العالقة بالماء سواء كانت هائمات نباتية أو حيوانية أو مواد عضوية أو غير عـضوية  وابـسط طريقة لقياس الشفافية عن طريق قرص الشفافية  وهو عبارة عن قرص خشبي  ملون بالأسود والابيض به حبل عليه تدريج للقياس ويتم انزاله في الماء حتى العمق الذي يختفى فيه الالوان الفاتحة  وعندما يقارب اللون من الاختفاء يقاس الطول ومنه تحسب كميه العكارة او الشفافيه. رغم ان تلك الطريقه تختلف من شخص لاخر نتيجة قوة وضعف البصر الا انها سهلة وبسيطة.ويـدل هـذا العمق على مدى نقاء مياه الحوض او غناه بالغذاء الطبيعى او كثرة المواد العالقة به.

ammonia gas detector

4- الأكسجين الذائب

يعتبر العنصر الاهم في الاستزراع السمكى حيث تحتاج الأسماك إلى قدر من الأكسجين الذائب فى الماء لتغطية احتياجاتها اللازمة للعمليات الحيوية المختلفة.  ويأتي هذا من تبادل الأكـسجين بـين الهواء والطبقة السطحية للمياه لذلك فان حركة الماء نتيجة الرياح أو باستخدام طرق التهوية الصناعية المختلفة ضروري لزيادة محتوى المياه من الأكسجين.  كذلك فان الهائمات النباتيـة نتيجة البناء الضوئى نهارا تكون مصدرا هاما من مصادر الأكسجين ولـو أن هذا يتحول الى خطر أثناء الليل نتيجة قيام هذه الهائمات باستهلاك الأكسجين في التنفس بدلا من إنتاجه وبالتالي يجب الحفاظ على نسبة متوازنة من هذه الهائمات حتى لا يحدث ما يعرف بظاهرة التزهير Blooming وهو زيادة هذه الهائمات إلى الحدود الخطرة .ويجب ألا يقل الأكسجين الذائب في المياه عن 7 جزء في المليون ويبـدا الـشعور بـنقص الأكسجين لدى الأسماك حينما يقل هذا المحتوى إلى 5 جزء في المليون وتتعـرض الأسمـاك للنفوق عند مستوى 2 جزء في المليون وان كان هناك تفاوت في تحمل النقص في الأكسجين بين الأنواع المختلفة..
ويقاس الأكسجين الذائب في الما ء بطريقة وينكلر بالمعايرة معمليا وان كانت أجهزة القياس الحديثـة تعطى قراءات فورية ودقيقة فى ذات الوقت وتكون أهم هذه القياسات في الساعات المبكرة من اليوم خاصة قبل طلوع الشمس وعند الظهيرة حيث يكون الأكسجين الـذائب في أدنى مستوي له واعلى مستوى وعلى مربى الاسماك الاهتمام بهذه النقاط جيدا.

– معدل تخزين الأسماك يجب أن يتناسب مع مساحة الحوض. في حالة استخدام كثافات عالية يجب أن يكون ذلك مصحوبا باستخدام وسيلة التهويـة التى تتناسب مع نظام الاستزراع

– يجب تشغيل التهوية خلال الفترات الحرجة التي يقل فيها مـستوى الأكـسجين الذائب في الماء خاصة في الساعات المتأخرة من الليل وقبل طلوع الفجر.

– ان امكن يجب الحفاظ على معدل تغيير المياه بين 10 إلى 20 % يوميا من حجم المياه بالأحواض بحيث نضمن تجديد مياه الحوض ويمكن أن يتم عن طريق خلطها بالهواء بحيث نزيد من محتواها مـن الأكسجين قبل نزولها إلى الماء خاصة في حالة استخدام المياه الجوفية التي يكون الأكـسجين الذائب فيها منخفض.

– يستحسن صرف مياة الاحواض من القاع لضمان التخلص باستمرار من الفضلات.

– مراقبة الهائمات النباتية ومنع وصولها إلى مرحلة الخطر وذلك باستخدام معدلات آمنة من التسميد.

– عدم الإسراف في التغذية حيث أن فضلات الغذاء تؤدى إلى فساد مياه الحوض وبالتالي نقص الأكسجين الذائب.

ammonia gas detector

5المركبات النتروجينية

 أ) الأمونيا

من العناصر الخطرة على الاسماك حيث تتكون نتيجة تحلل المخلفات العضوية والنتروجينية بتأثير البكتريا وتكون فى صورة امونيا متأينة NH3 أو غير متأينة NH4 والامونيا الغير المتاينة تزيد معدلاتها بارتفاع درجة الحرارة ودرجة pH وهى تمثل الصورة السامة للامونيا بينمـا الامونيـا المتاينة تعتبر اقل ضررا على الأسماك  .ويمكن معرفة النسبة المئوية للامونيا غير المتاينة باستخدام جداول خاصة عن طريـق قيـاس الامونيا الكلية والأس الهيدروجينى ودرجة الحرارة.  وتقاس الامونيا الكلية أمـا بعمليـات المعايرة معمليا او باستخدام أجهزة متطورة تعطى قراءات فورية في مكان المزرعة.

ammonia gas detector

ب النترات والنتريت

تعتبر النترات والنتريت أحد نواتج تحلل الامونيا فبينما النترات تعتبر من الأملاح الغذائيـة الـتي
تستفيد منها الكائنات النباتية في البيئة المائية فان النتريت يعتبر ذا تأثير سمى علـى الأسمـاك
حث يتحد مع الهيموجلوبين ويحوله إلى ميثوجلوبين الذي ليس له قدرة على حمل الأكسجين
وبالتالي يلون الخياشيم باللون البني.

6 ثاني أكسيد الكربون

يعتبر ثاني أكسيد الكربون أحد نواتج التنفس ومعدل ذوبانه عالي في الماء حيث يعطى تأثير
حامضى وبالتالي يؤدى إلى ارتفاع الأس الهيدروجينى. وبالرغم من قدرة الأسماك على تحمل
تركيزات عالية من ثاني أكسيد الكربون إلا أن زيادته تؤدى إلى زيادة احتياج الأسماك مـن الأكسجين الذائب في الماء لذا يجب التأكد من عدم ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون حتى
لا يؤثر سلبا على معدلات النمو.

7- PH

تركيز أيون الهيدروجين ويدل على حموضة أو قلية المياه وتتراوح قيمة الأس
الهيدروجيني من صفر إلى 14 وتكون درجة التعادل عند 7 وكلما زادت دل ذلك علـى
ارتفاع القلوية وكلما انخفضت عن نقطة التعادل دل ذلك على الاتجاه للحموضة  ويعتـبر
المدى من 6-9  هو المناسب لمعيشة ا لأسماك .ويقاس الأس الهيدروجيني بسهولة عن طريق
بعض الدلائل الكيماوية أو بأجهزة مخصصة لذلك. وتتأثر درجة الأس الهيدروجيني بعوامل كثيرة مثل تواجد كثير من الكائنات النباتية في الماء حيث تستهلك هذه النباتات ثاني أكسيد الكربون أثناء النهار مما يؤدى إلى زيـادة القلويـة بينما يحدث العكس أثناء الليل كذلك فان نوع التربة يؤثر على درجة الأس الهيدروجيني بما يحتويه من عناصر قلوية أو حامضية.

8- القلوية الكلية

وهى تعبر عن تركيز أيون الكربونات والبيكربونات وترجع أهميتها الى قيامها بتنظيم الأس
الهيدروجيني .ويلزم الاستزراع السمكي قلوية تتراوح بين 30 إلى 100 ملليجرام في اللتر .
ويجب ألا تقل القلوية عن 30 ملليجرام/ لتر حيث أن نقص القلوية عن هذا المعدل يؤدى إلي زيادة الأس الهيدروجين .

9- العسر الكلى

وهو درجة تركيز كاتيونات الكالسيوم والماغنسيوم ويفضل للمزارع السمكية أن يتـراوح
العسر بين 20 إلى 150 ملليجرام /لتر حيث يؤثر العسر على قدرة الأسماك على تنظـيم
ضغطها الاسموزى .ويمكن علاج نقص العسر بإضافة الجير أو الجبس الزراعي إلى المياه.
ويلاحظ أن قياس العسر هام للغاية لمستخدمي المياه الجوفية حيث أن بعض الآبار التي يزيـد
عسرها عن 300 ملليجرام /لتر تؤثر سلبا على نمو الأسماك.

الملخص

تعتبر جودة المياة من أهم العوامل المحددة لإقامة أى مزرعة سمكية، حيث تؤثر المياه المتاحة من حيث الكمية والجودة على نجاح أو فشل العملية الإنتاجية وحدوث اى خلل فى خصائص المياه يؤدى إلى إجهاد الأسماك والذى يؤدى بدوره إلى ظهور الأمراض ونفوق الأسماك وفيما يلى بيان بالمستويات المثلى لمعيشة الاسماك وزيادة معدلات النمو.

درجة الحرارة حيث تنقسم الأسماك حسب تحملها لدرجة حرارة الماء إلى أسماك المياه الباردة، وهي التي تتزاوج عند درجة حرارة 15 م أو أقل، وأسماك المياه الدافئة وهي تتزاوج عند درجة حرارة أعلى من 16م. أسماك البلطي تعيش في مدى من درجات الحرارة يتراوح ما بين 22- 30 درجة مئوية، وتتوقف عن التغذية في حالة انخفاض درجة الحرارة إلى 16 درجة مئوية، وفى 10 درجة مئوية تصبح معرضة للموت، في حين تحتاج مفرخات البلطي ما بين 28 – 30 درجة مئوية. الاكسجين لا يقل عن 5 ملجم/لتر.

المراجع / المصادر

  • رمضان محمد أبوزيد (2020). البيئة المائية وخصائص المياة. كتاب اكاديمى لطلاب شعبة الاسماك – كلية الزراعة- جامعة الفيوم.
  • رمضان محمد أبوزيد (2020). انتاج الاسماك. كتاب اكاديمى لطلاب قسم الانتاج الحيوانى كلية الزراعة- جامعة الفيوم.
  • عادل أحمد ثروت عامر (2013).  مقدمة في الإنتاج السمكي. كلیة العلوم الزراعیة والأغذیة. جامعة الملك فیصل، رقم إیداع:  7561 .
  • عبد الحميد محمد عبد الحميد (2019). الثورة الزرقاء (الاستزراع السمكى). كلیة الزراعة – جامعة المنصورة.  رقم الايداع: 25443.

أستاذ رعاية وانتاج الاسماك – كلية الزراعة جامعة الفيوم

Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
فهد

لدي بير ماء معدل الحديد فيه 1.13 والكبريت 133 .. هل هو صالح للسمك البلطي ؟